الثلاثاء، 11 سبتمبر 2012

الصحوة الاسلامية


 

الصحوة الاسلامية

التعريف بالصحوة الإسلامية
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. وبعد: فإن الحديث عن الصحوة من الأمور الشيقة لكل مسلم، وكل من يهمه أمر الإسلام والمسلمين، والصحوة بالنسبة للمسلم أصبحت حقيقة واضحة جلية، ولذلك أرى أنه من الواجب على أهل العلم وطلابه، بل على كل مسلم أن يعنى بأمر الصحوة، وإن كنا نحتاج إلى تحديد لمعنى الصحوة بمفهومها الشرعي وبمفهومها عند الناس، لكنا مع ذلك نتفق على أن هناك شيئاً اسمه الصحوة، وهو أمر واقع لا بد أن نتعامل معه وأن يتعامل معه الآخرون، لذلك من المناسب أن أُعرف بالصحوة وبأهم سماتها، وهو التوجيهات. فالصحوة: هي عودة المسلمين للإسلام بمفهومها العالمي العام، والصحوة بمفهومها الحقيقي الشرعي: هي قدر الله الذي لا يرد، وهي: وعد الله الذي لا يتخلف، وهي: سنة الله في خلقه، وهي: سنته الشرعية وسنته الكونية، وذلك أن الله سبحانه وتعالى وعد المؤمنين بالنصر، ووعد بظهور الإسلام وبقائه، ووعد بظهور طائفة من الأمة، تبقى على الحق ويبقى الحق بها بيناً للناس، وتقوم بها الحجة عليهم، ووعد الله سبحانه وتعالى بقوة الأمة بعد ضعفها، وبالصحوة بعد الغربة. وكما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث: (لا يزال الله يغرس في هذا الدين غرساً يستعملهم في طاعته) .فالصحوة أيضاً هي الخروج من حال الغربة التي يعيشها المسلمون، بل يعيشها الإسلام كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم: (بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ) والخروج من حالة الغربة إلى محاولة تسلم القيادة قيادة البشرية. كما أن الصحوة أيضاً في مظهرها العام ستخلص المارد الكبير والعظيم وهو الإسلام والمسلمين، العالم الإسلامي هذا العالم الضخم من الأغلال والقيود، من أغلال الانحراف والبدعة والضلالة والمحدثات في الدين والفرق والافتراق، ومن قيود الاحتلال والاستعمار والتنصير، وقيود الغزو الفكري، وقيود التسلط: تسلط الباطل على الحق وأهله، وتسلط الكفار على بلاد المسلمين وعلى أحوالهم وعلى رقابهم أيضاً. إذاً: فالصحوة هي عودة المسلمين إلى الإسلام، وهي عودة عامة عارمة قوية، وهي ليست مجرد ظاهرة، وليست مجرد سمة لبلد أو مكان أو شعب من الشعوب، بل أصبحت حقيقة عالمية يحسب لها الناس ألف حساب.

أولا / سبب ظهور الصحوة :

لاشك أن الصحوة الإسلامية بكامل جوانبها , وطرق تعزيزها , وتناميها الملحوظ والمعلن عنه في الأوساط الشعبية والحكومية لا شك أنها عاملاً مهما في مسيرة هذا الدين الخالد , واستطاعت أن تؤثر في سير بعض قرارات الحكومات والنظم السياسية , وأصبحت عند البعض والذين لا هم لهم سوى انهيار الكيان الإسلامي كابوساً مخيفاً على كل الأصعدة , وأصبحت عند البعض الآخر عاملاً مهماً لإشعال الفتن وتأجيج نار الحروب الأهلية , وبث روح التحزب وأكثر أصحاب هذا الطريق هم الذين يصطادون في الماء العكر , إلا أنها عند علماء المسلمين والدعاة وطلبة العلم والكثير من المسلمين والذين ينتظرون عودة الإسلام بكامل حضوره وعزه ومجده سلاحاً فتاكاً ضد أهل النفاق والاستعمار والعلمنة وحلاً مناسباً مع ما يشوبها من أخطاء وتجاوزات في أن يسمع العالم صوت الإسلام , وأن يدرك معنى سموه وعلوه على غيره من الأديان , ولعل ذلك يجرني لأن أذكر أهم سبب في ظهور ما يسمى بالصحوة وهو أن المتأمل في تاريخ هذه الأمة منذ بزوغ فجرها من بين جبال مكة وحتى أصبح الآن من الصين إلى الصين هو انسحاب أصحابه من ميادين الحياة ومن ثم تقديم التنازلات عن قيادة العالم , وإمامة الأمم , وأيضاً تكالب الأعداء عليه وتماشي أهله مع الفكر الغربي باسم الحرية والديمقراطية وتقارب الأديان , وتفريطهم في الدين والدنيا , وجنايتهم على أنفسهم وبني نوعهم , واتخاذهم القرآن مهجوراً , وافتتانهم بالمال وشغفهم بجمعه وادخاره . فأصبحت أي (الصحوة) نوراً يطلع من بين دياجير الظلام , وفرجاً من بين أحلك الكروب , ويسراً بعد عسرٍ طالما شكت الأمة منه فمن حرب المغول إلى الحروب الصليبية إلى تمزيق التتار للإمبراطورية الإسلامية الأخيرة إلى تفشي الأفكار الشيوعية والرأسمالية إلى ظهور العلمانية وتبجح أهلها بقولهم ( مال الله لله ومال قيصر لقيصر) , وحتى بغي أمريكا وتكبرها وقولها ( من أشد منا قوة ) إضافة إلى ما تخللها من مصائب وأزمات في هذا العالم , وسم يراق في فم هذه الأمة والتي ما إن تشفى منه حتى يراق في فمها سم آخر كل هذه الحقائق نورت الكثير من العقول وأنارت الكثير من الدروب المظلمة والتي طالما عاشت القهر والاستبداد والاحتلال مما دفعا البحث عن منقذ يقول الندوي رحمه الله " ولا يغيب عن البال أن الدين لم يزل طول هذه المدة حياً محفوظاً من التحريف والتبديل , ولم يزل عالــــــــياً وضوءه مشرق (( يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم )) المائدة(16) ولم يزل الكتاب والسنة يبعثان في نفوس القراء ثورة على الشك والبدع , وعلى الجهالة والضلالة , وثورة على أخلاق الجاهلية وعوائدها , وثورة على ترف المترفين واستبداد الملوك , ولم يزل ينهض بتأثيرهما في كل دور من أدوار التاريخ الإسلامي , وفي كل ناحية من نواحي العالم الإسلامي رجال يقومون في هذه الأمة على طريقة الأنبياء , يجدِّدون لها أمر دينها , وينفخون فيها روح الجهاد , ويفتحون لها باب الاجتهاد , ويسعون لإقامة حكومة إسلامية على منهاج الخلافة الراشدة , فمنهم من استشهد في هذه السبيل , ومنهم من استطاع أن يمثل دوراً قصيراً يذكر بالخلافة الراشدة (( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا)) الأحزاب(23) , وهم مصداق الحديث :"لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك " رواه مسلم.

ثانياً/ تاريخ الصحوة الحديثة:

إن الصحوة الإسلامية كان لنشوئها سبب مهم إلا وهو معاناة الأمة الإسلامية من الويلات والأزمات التي تعاقبت عليها ذلك ومن وجهة نظر خاصة أن الصحوة كما قال مهدي العطار ( هي الظاهرة الاجتماعية التي تعني عودة الوعي للأمة وإحساسها بذاتها واعتزازها بدينها وكرامتها واستغلالها السياسي والاقتصادي والفكري وسعيها للنهوض بدورها الطبيعي في بناء حضارة الإنسان باعتبارها خير أمة أخرجت للناس )  ومن وجهة نظر خاصة أخرى أرى أن هذا التعريف هو لكل صحوة إسلامية نشئت على المبادئ الإسلامية الصحيحة .
والحديث عن تاريخ الصحوة الإسلامية فلا يخفى على الجميع سبب حضورها والمتمثل في استحواذ التغريب والاستعمار وطمس الهوية الإسلامية والعربية , وتذويب الثوابت والأسس التي قام عليها هذا الدين الحنيف , إضافة إلى انتشار الجهل والطبقية العنصرية والتمذهب الفكري في كثير من الأمم والجماعات

مظاهر الصحوة الاسلامية

انتشار شباب الصحوة
هذا الشباب الذي انتشر في جميع العالم، إنه شباب الصحوة، فقد انتشر شباب الصحوة في كل بلد إسلامي وغير إسلامي، فهؤلاء الشباب عادوا عودة جادة إلى الإسلام، فهم يتلمسون طريق الحق والهدى والسنة، فمنهم من عرف، ومنهم من لا يزال يتحرى ويتعرف، ومنهم من ربما تجتاله الأهواء.. وغير ذلك من سبل الانحراف، لكن مع ذلك وفوق كل ذلك نجد أن الصحوة تتمثل في هذا الشباب الجاد القوي، المستعد لنبذ الماضي بذله وهوانه واستضعافه وبانحرافه وبدعه إلى محاولة تطبيق الإسلام الحق، كما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه والقرون الثلاثة الفاضلة. شباب نراهم أحرص ما يكونون على السنة بحمد الله وفي كل مكان، حتى في البلاد التي لا ترى فيها مظاهر السنة كثيرة، نجد هناك محاولة جادة في الشباب لتلمس الطريق الحق، محاولة جادة لاستئناف الإسلام من جديد.
الجماعات الاسلامية

المظهر الثاني من مظاهر الصحوة: تلكم الجماعات الإسلامية التي نبتت في كل مكان، وفي كل صقع من هذه الأرض في البلاد الإسلامية وغير البلاد الإسلامية، ورغم ما في هذه الجماعات من سلبيات إلا أنا نراها مظهراً من مظاهر الصحوة، ومظهراً من تحقيق وعد الله تعالى بدخول الناس في دين الله أفواجاً، كما ذكر الله سبحانه وتعالى في صفة الإسلام، وبعدما اكتمل الدين بشر الله سبحانه وتعالى رسوله صلى الله عليه وسلم بتمكين الإسلام في الأرض، وهذا التمكين لا بد أن يبقى إلى قيام الساعة، وإن انحسر أو اغترب الإسلام بعض الوقت، فإنه لا بد من التمكين الذي وعد الله به، والأيام دول، والباطل قد ينتفش ويطغى بعض الوقت، لكن في النهاية الخاتمة أن الله ينصر عباده وينصر دينه. إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا [النصر:1-3].

إعلان كثير من الدول والشعوب العودة إلى الإسلام

أيضاً من مظاهر هذه الصحوة: تلكم الأمم والدول والشعوب التي أعلنت العودة إلى الإسلام بعد طول غياب، بل قامت دول الآن في العالم بهويتها الإسلامية، ورغم ما يكتنف هذه الرجعة من شيء من القصور والانحراف والجهل إلا أن الظاهر أنها رجعة صادقة إن شاء الله، وتحتاج إلى شيء من التسديد والتعليم والتفهيم وبناء العقيدة والعلم الشرعي والتفقيه في الدين. أما العزم والرجوع إلى الهوية الإسلامية فهذا أمر تحقق بحمد الله، فقد قامت دول كما تعرفون في الدول التي انجلى عنها غبار الشيوعية في الاتحاد السوفيتي وفي يوغسلافيا.. وغيرها، قامت دول كبرى ترفع راية الإسلام وتعتز بشعاره. وهذا نصر للإسلام لو سعى إليه المسلمون مئات السنين لما وصلوا إليه بجهودهم الضعيفة، لكنه نصر الله والفتح، ونسأل الله أن يكون هذا تمهيداً للفتح الأعظم الذي وعد به الرسول صلى الله عليه وسلم

ظهور النهضة العلمية بين المسلمين وانتشارها

أيضاً: تتمثل هذه الصحوة: في مظاهر النهضة العلمية في كل مكان، والتي تبدو في رغبة المسلمين في تحصيل العلم الشرعي بطرقه الصحيحة وبوسائله السليمة، وعلى أهله أهل العلم، وبمحاولة التفقه في الدين. وهذه ظاهرة بحمد الله لا تخص بلداً أو مكاناً أو زماناً، إنما هي ظاهرة تزداد وتنتشر في كل مكان، بل هي أكبر من ما يعمله أهل العلم من نشر العلم، وهي تحتاج إلى جهود مكثفة، وإلى قيام أعمال فردية وجماعية ومؤسسية لتغطية حاجة المسلمين في نهمهم في طلب العلم الشرعي.

الاثنين، 10 سبتمبر 2012

وادي فلج السديريين

فلج السديريين


قرية فلج السديريين قرية كبيرة تقع في سلطنة عمان بمنطقة الظاهرة بالموقع الشمال الغربي لولاية ينقل حيث تبلغ مساحتها إلى ما يقارب 50 كيلومتر مربع تحدها من الشمال جبال الجحر أو بما تسمى محليا جبال وادي فلج السديريين التي تمتد إلى مسافات كبيرة وبعيدة عن البلدة.. ومن الشرق بلدة صيع وما جاورها حيث تبعد عن بلدة صيع بالطرق المتربة إلى ما يقارب 4 كيلومترات وتغطيها من الجنوب الشرقي جبال (الخشة) التي لا تبعد عن البلدة إلا بمقدار كيلومترا واحدا تقريبا. ويأتي خلف هذه الجبال بلدة البويردة التي تبعد عن البلدة ما يقارب 6 كيلومترات وفي الغرب تحدها مناطق النقلية والحبيني ومناطق جبلية أخرى...ويأتي خلف هذه الجبال والمناطق بلدة المريبي والشجاء وغيرها من المناطق المنتشرة في منطقة تسمى بالسيح الغربي.
وسميت البلدة بفلج السديريين بهذا الاسم نسبة إلى الفلج الذي يجري بين أرجاء البلدة الذي يبلغ امتداده تقربيا 3 كيلومترات بداية من منطقة في الوادي تسمى باللقف وحتى اخره في البلده بمنطقة تسمى بالربَضْ هذا ما نسب به لكلمة الفلج أما لكلمة السديريين فهي اسم لقبيلة تسكن هذه البلدة وتسمى هذه القبيلة بين قبائل العرب بقبيلة آل سدير..."القبيلة السعودية الأصل التي سكنت منطقة نجد بالمملكة العربية السعودية والتي هاجرت منذ فترة قديمة من الزمن ليحط بهم الرحال في هذا المكان وهناك لايزال في المملكة السعودية أجزاء كبيرة من هذه القبيلة وهي من العوائل المرموقة والكبيرة في المملكة.
وتشتهر البلدة بالكثير من المقومات السياحية التي تتميز بها مناطق أخرى من السلطنة حيث يوجد بها العديد من المنازل الأثرية القديمة والعيون المائية والمناطق الخلابة التي تسكن أبعد مناطق البلدة وفي أماكن واسعة، ويكثرفي البلدة زراعة النخيل والمزروعات العلفية والحيوانية وزراعة الخضروات الفواكة التي تكاد ان تتناقص بسبب نقص وندرة المياه وقلة الأمطار. فمن الخضروات الفواكه تأتي في المقدمة زراعة الجزر والبصل والثوم الخس والمانجو وغيرها التي تنتشر على مساحات واسعة من المناطق الخصبة في البلدة. وهناك من المناطق السياحية الكثير التي تبدأ من بداية منبع المياه في السحرية وما يليها من مناطق تنبع فيها المياه وتجري حتى تصل إلى منطقة تجمعه في اللقف.. وهناك منطقة أخرى تقع بالجانب الشرقي من اللقف حيث تقع منطقة الرمانة، المشهورة كذلك بالعيون المائية الغزيرة التي تملأ المكان حيث تسير من هذه المنطقة قنوات للوصول إلى الفلج وتزويده بالماء ورفع منسوبه في اوقات الجفاف الصيفية. ومنذ الزمن البعيد تظل القرية على حالها حتى أتت الخدمات التي قدمت بقدوم القائد المفدى حفظة الله ورعاه ودخلت عليها الكهرباء سنة 1992م لتضل بضع سنين وتدخل عليها المياه التي تصل على كافة المنازل عن طريق الأنابيب الموصلة ارضيا سنة 1996م وتتالى فيها الخدمات حتى أتى إليها الهاتف الثابت عام 2002م ورغما من أن المنطقة من المناطق النائية بالولاية تحدت شركات رصف الطرق في البلاد المعوقات التي قد تحط بها في الرصف وانتهت من رصف طريق يصلها إلى الوية عام 2006م والذي يبلغ 15 كيلومترا تقريبا بمركز الولاية.

وهذه بعض الصور من وادي فلج السديريين

وادي السديريين
 
             
  
 
 
 
 وادي السديريينوادي السديريين